السودان: ترحيب واسع بإعلان نيروبي وإقصاء الإخوان من المشهد السياسي
حظيت وثيقة "إعلان المبادئ" التي وقعتها قوى سودانية واسعة في العاصمة الكينية نيروبي بترحيب كبير من الخبراء والسياسيين، الذين اعتبروها خطوة مهمة نحو تشخيص الأزمة السودانية وإقصاء الجماعات الإخوانية من مستقبل البلاد.
توقيع تاريخي يوحد القوى المدنية
شهدت نيروبي، يوم الثلاثاء، توقيع "تحالف صمود" برئاسة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، على إعلان مبادئ مشترك مع حركة "جيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد النور، وحزب "البعث العربي الاشتراكي"، لوقف الحرب في السودان.
وتضمنت الوثيقة مطالبة بتصنيف حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما كمنظمات إرهابية، في خطوة تهدف إلى بناء مستقبل مدني ديمقراطي للسودان.
رؤية إيجابية للمبادرة الدولية
أكد المصباح أحمد محمد، رئيس دائرة الإعلام في حزب الأمة القومي السوداني، أن التوقيع على هذه الوثيقة يمثل خطوة ضرورية لمحاصرة الجهات المتورطة في إشعال الحرب وتعطيل فرص السلام.
وأشار إلى أن هذه المبادرة توجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأهمية الاستجابة العاجلة لمطالب الشعب السوداني الداعية إلى وقف الحرب ومعالجة أسبابها الجذرية.
دعم إقليمي ودولي للحل السلمي
تأتي هذه التطورات في إطار الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة السودانية، حيث أعلنت الرباعية الدولية المتمثلة في السعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، عن خريطة طريق لإنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والانتقال السلمي للسلطة إلى قوى مدنية ديمقراطية.
تطلعات نحو سودان جديد
من جانبها، أكدت حركة جيش تحرير السودان في بيان لها أن السودان عانى لعقود طويلة من هيمنة الحركة الإسلامية وواجهاتها، التي مارست سياسات أضعفت مؤسسات الدولة وأدت إلى انقلابات متكررة وحروب داخلية.
وأشار البيان إلى أن هذه المنظومة تورطت في تقويض التجارب الديمقراطية وإشعال النزاعات المسلحة الداخلية، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي.
آفاق مستقبلية واعدة
اعتبر المحلل السياسي سيبويه يوسف أن إجماع طيف واسع من القوى السياسية المدنية والمهنية في السودان على ضرورة تصنيف الحركة الإسلامية وواجهاتها كمنظومة إرهابية، يمثل خطوة مهمة نحو استعادة الزخم الثوري.
وأكد أن هذا التوجه يعبر تعبيراً حقيقياً عن تطلعات السودانيين في بناء مستقبل ديمقراطي مستقر، بعيداً عن التدخلات المدمرة للجماعات المتطرفة.
وتمثل هذه التطورات بارقة أمل للشعب السوداني نحو تحقيق السلام والاستقرار، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على المواطنة والعدالة والمساواة.
