سامسونغ تسعى لاستعادة ريادتها في الذكاء الاصطناعي عبر الاستحواذات الاستراتيجية
تشهد صناعة التكنولوجيا العالمية تطورات متسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى ترسيخ مواقعها في هذا القطاع الواعد. وفي هذا السياق، تتجه شركة سامسونغ الكورية العملاقة نحو تبني استراتيجية جديدة قائمة على عمليات الدمج والاستحواذ لتعزيز قدراتها التنافسية.
تحول استراتيجي نحو الاستحواذات
تواجه سامسونغ تحديات جديدة في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد الاعتماد على تطوير العتاد وحده كافياً لمواكبة المنافسين الذين يتقدمون بسرعة في بناء النماذج والخدمات الرقمية المتطورة.
وفي هذا الإطار، تعتمد الشركة الكورية على عمليات الدمج والاستحواذ كمدخل استراتيجي لاستعادة ميزتها التنافسية في السوق العالمية للتكنولوجيا.
وقد أشار تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن سامسونغ تواجه فرصة ذهبية لاستعادة تفوقها التكنولوجي من خلال الاستثمار في مجالات النمو الجديدة، مستفيدة من الأرباح المحققة من دورة أشباه الموصلات الحالية.
مجالات الاستثمار المستقبلية
صرحت الشركة بأنها تتطلع إلى أهداف الدمج والاستحواذ للتعامل بفعالية مع اتجاهات التكنولوجيا العالمية المتغيرة بسرعة، وذلك في مجالات متنوعة تشمل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الطبية والروبوتات.
وتتبع سامسونغ حالياً نهج الاستحواذات الصغيرة المتعددة لتعزيز التكنولوجيا تدريجياً، وهو أسلوب مشابه لما تتبعه شركات عالمية رائدة مثل آبل.
التحديات والفرص
رغم الإمكانيات الواعدة، تواجه سامسونغ تحديات كبيرة في رحلتها نحو الريادة في الذكاء الاصطناعي. ففي مجال شرائح المنطق المتقدم، تتخلف الشركة عن منافستها تايوان لصناعة أشباه الموصلات بفارق كبير.
كما أنها ليست لاعباً رئيسياً في شرائح معالجات الرسوميات الخاصة بمراكز البيانات، بالإضافة إلى التساؤلات حول قدرتها على استيعاب شركات البرمجيات والذكاء الاصطناعي بسرعة وكفاءة.
البيئة الاستثمارية الداعمة
تشهد كوريا الجنوبية اهتماماً متزايداً من شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، حيث قامت شركات إنفيديا وأوبن إيه آي وأمازون ويب سيرفيسز بضخ مليارات الدولارات في الاستثمارات وإبرام شراكات استراتيجية.
وتوفر كوريا الجنوبية، بوصفها الحليف الرئيسي للولايات المتحدة ورابع أكبر اقتصاد في آسيا، مزيجاً نادراً من المزايا التنافسية، بما يشمل البراعة في التصنيع وإمدادات أشباه الموصلات والجاهزية الرقمية والدعم الحكومي القوي.
رؤية مستقبلية
يرى خبراء الصناعة أن سامسونغ قادرة على تحقيق تقدم مهم إذا نجحت في دمج ثلاث طبقات أساسية معاً: العتاد المتقدم، والبرمجيات الذكية، والخدمات المتكاملة.
وعند اجتماع هذه العناصر، لن تكون سامسونغ مجرد شركة أجهزة، بل لاعباً محورياً يمتلك القدرة على التأثير في البنية العالمية للذكاء الاصطناعي، وربما أحد أبرز المنافسين في تقليص الفجوة مع الشركات الرائدة في السنوات المقبلة.