توتر العلاقات بين الفاتيكان والإدارة الأمريكية حول ملف الهجرة
تشهد العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والإدارة الأمريكية الحالية توترا متزايدا بسبب الخلافات حول سياسات الهجرة، حيث يواجه البابا لاون الرابع عشر انتقادات من المحافظين الأمريكيين لمواقفه الداعمة للمهاجرين.
انتقادات محافظة للموقف البابوي
وجه جيسي روميرو، مقدم البودكاست الكاثوليكي المحافظ والمؤيد للرئيس دونالد ترامب، انتقادات حادة للبابا قائلا: "على البابا أن يرشدنا إلى طريق الجنة. ليس له سلطة على الحكومة، وعليه أن يلتزم حدوده".
ويعبر روميرو عن غضبه من البابا المولود في أمريكا ومن الأساقفة الأمريكيين لانتقادهم سياسة ترامب للترحيل الجماعي، رغم أن الكنيسة الكاثوليكية تلعب دورا مهما في الحياة الأمريكية حيث يعرف واحد من كل خمسة أمريكيين نفسه بأنه مسيحي كاثوليكي.
موقف الكنيسة الرسمي
كرر البابا لاون الرابع عشر قلقه إزاء معاملة المهاجرين في الولايات المتحدة، ودعا في نوفمبر 2025 إلى "تأمل عميق" في هذه المسألة، مستشهدا بإنجيل متى وقول يسوع: "يوم القيامة سوف نسأل: كيف استقبلتم الأجنبي؟".
وأصدر مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة "رسالة نادرة" أعربوا فيها عن قلقهم إزاء الوضع المتغير الذي يؤثر على المهاجرين، معارضين "الترحيل الجماعي العشوائي" و"الخطاب العنيف واللاإنساني".
رد الفعل الحكومي
هاجم توم هومان، مسؤول ملف الحدود في البيت الأبيض، الكنيسة ووصفها بأنها "مخطئة"، مؤكدا أن قادتها "بحاجة إلى تكريس وقتهم لإصلاح الكنيسة الكاثوليكية". كما رفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض تصريح البابا بأن معاملة الولايات المتحدة للمهاجرين "لا إنسانية".
انقسام في الرأي الكاثوليكي
تكشف الدراسات الدينية الحديثة أن حوالي 60 في المئة من الكاثوليك البيض يوافقون على طريقة تعامل ترامب مع ملف الهجرة، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 30 في المئة بين الأمريكيين من أصول إسبانية.
ويرى الخبراء أن هذا الخلاف يعكس حسابات سياسية غير مسبوقة، حيث تراهن الحكومة على دعم عدد كاف من الكاثوليك البيض للحزب الجمهوري، مما يجعل المواجهة مع البابا مفيدة سياسيا.
تأثيرات على الأرض
يواجه الأسقف جوزيف تايسون من ولاية واشنطن تحديات كبيرة في أبرشيته ذات الأغلبية اللاتينية، حيث يقدر أن حوالي نصف العائلات لديها فرد يواجه مشاكل قانونية تتعلق بوضعه. ويؤكد أن "عمليات الترحيل التي نشهدها ليست دقيقة، ولا تستهدف المجرمين تحديدا".
وتنظم الكنائس الكاثوليكية فعاليات احتجاجية، مثل "قداس الشعب" أمام مراكز الاحتجاز، للتأكيد على حق المهاجرين في المعاملة باحترام وكرامة إنسانية.

