مبادرات إنسانية تخفف معاناة متضرري فيضانات آسفي المغربية
في مشهد يعكس قيم التضامن الإسلامية الأصيلة، شهدت مدينة آسفي المغربية موجة من المبادرات الإنسانية والتضامنية لمواجهة آثار الفيضانات المدمرة التي ضربت المدينة، والتي وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات في المملكة المغربية.
استجابة شعبية فورية للأزمة
بروح التكافل الإسلامي التي تميز المجتمعات العربية، هب شباب مدينة آسفي المعروفة بـ"مدينة الخزف" لإنقاذ المواطنين المحاصرين جراء السيول التي اجتاحت شوارع المدينة. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد بطولية لشباب يقومون بإنقاذ المسنين والمحاصرين، كما قاموا بتكسير أبواب المحلات التجارية لإنقاذ التجار المحاصرين داخلها.
مبادرات خيرية منظمة
في أعقاب الكارثة التي أسفرت عن مصرع 37 مواطناً مغربياً، أطلقت الجمعيات الخيرية والمواطنون مبادرات إنسانية شاملة. قامت جمعية مبادرة للعمل الإنساني بتنظيم إفطار جماعي لأبناء المدينة القديمة ورجال الأمن والقوات المساعدة والمسعفين، إضافة إلى تنظيم حملة للتبرع بالدم لإغاثة المصابين.
وأشاد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بروح التضامن التي أبداها شباب المدينة، قائلاً: "تحية تقدير لشباب المدينة الذين أبانوا عن حس تضامني كبير، وعن شجاعة نبيلة".
خسائر مادية واسعة
تسببت السيول في خسائر مادية واسعة، خاصة في المدينة العتيقة حيث جرفت المياه البضائع المعروضة خارج المتاجر، لا سيما منتجات الخزف التي تشتهر بها المدينة. ووصف شعيب العنيقي، أحد المتضررين، ما حدث بـ"الرعب"، موضحاً أن المياه غمرت الطابق الأرضي من منزله وأتلفت الأثاث والتجهيزات.
أسباب الكارثة والتحقيقات
أشار مواطنون إلى أن من بين أسباب الفيضانات انسداد وادي "الشعبة" الذي يمر وسط المدينة، بسبب بقايا الأشجار والمخلفات وعدم الصيانة الدورية. وقد فتحت النيابة العامة المغربية تحقيقاً للوقوف على الأسباب الحقيقية للفيضانات والكشف عن ظروفها.
الاستجابة الحكومية الرسمية
اتخذت السلطات المغربية إجراءات عاجلة لمواجهة آثار الكارثة، حيث أعلنت محافظة آسفي تقييم حجم الأضرار واتخاذ الإجراءات العاجلة للتخفيف من آثار الفيضانات. كما دعت وزارة الداخلية إلى رفع درجة الاستعداد والتعبئة في 28 إقليماً بالمملكة لمواجهة التداعيات المحتملة للتقلبات المناخية.
وقررت الوزارة تفعيل مركز للقيادة واليقظة وإحداث لجان إقليمية للتتبع، في إطار المخطط الوطني لمواجهة آثار موجات البرد للموسم الشتوي الجاري 2025-2026.
دروس في التضامن الإنساني
تعكس هذه المبادرات التضامنية قيم الأخوة والتكافل الإسلامي التي تجسد روح المجتمعات العربية في مواجهة المحن. كما تبرز أهمية الاستعداد المسبق للكوارث الطبيعية وضرورة صيانة البنية التحتية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.